الجمعة، 18 فبراير 2011

الشرطة

تعريف الشرطة:

الشرطة هي الهيئة الّتي تعاون الحكومة والقضاء في مجتمع الدولة، وهي السلطان الّذي يحمي القانون ويفرض أحكامه ويجعل له السيادة ويؤكّدها ، إذا ما مارست اختصاصاتها بحقٍّ وصدقٍ . لأنّ القانون وهو مجموعة القواعد الّتي تحكم العلاقات الّتي تنشأ بين الناس في كلّ مجتمعٍ كي يتحقّق لأفراده العيش في نظامٍ ووئامٍ وأمنٍ واطمئنانٍ ،لا بدّ له من سلطانٍ يحميه ويفرض تنفيذ أحكامه على الناس ، وإلا تحلّلوا منه ومن قواعده وأحكامه.


ولذلك فإنّ همزة الوصل بين الشرطة والقضاء هي القانون ، وواجب الشرطة السهر على احترام هذا القانون ، وتقديم من يخالفه إلى القضاء . والقضاء الّذي يرسي قواعد القانون بأحكامٍ لن يكون لها أثرُ إلّا إذا نفّذت ، ستكون الشرطة هي الّتي تنفّذ أحكامه هذه جبراً إذا لزم الأمر، ولذلك فإنّ مفهوم سيادة القانون لا ينحصر في نواحي دعم القضاء ، وتأكيد استقلاله ، وتيسير الوصول إليه ، وتبسيط إجراءاته ، أو في كفالة حقّ التقاضي ، بل إنّ هذه السيادة تتجسّد أيضاً في عمل الشرطة وممارستها لاختصاصاتها على الوجه الأمثل .

والقانون الّذي يحكم هذه العلاقات بين الناس في مجتمعاتنا الحديثة لم يعد قيداً عليهم يقمع حرّيتهم ، ولا سيفاً مسلّطاً يتربّص بهم ، بل إنّ علينا أن نعي دائماً أنّه في حدّ ذاته صورة من صور الحرّية ، ولابدّ أن يسايرها في اندفاعها إلى التقدّم ولا يجب أن يكون عثرةً تصدّ القيم الجديدة في مجتمعنا ومؤسّساتنا .


ورجال الشرطة هم أعوان السلطة الّتي يجب أن يكون الشعب مصدرها حقيقةً وفعلاً ، والسلطة أيضاً يجب أن تتطوّر وتتنوّع تبعاً للمجتمع الّذي تعمل فيه ولأجله ، ومن أصول الأوضاع الصحيحة في المجتمع الحديث الديمقراطي أن تسود الحرّيات الفرديّة ، وأن يسود القانون دون تعارضٍ أو تضاربٍ بينهما ، ولم تعد الشرطة مجرّد أداة إداريّةٍ محضةٍ تعمل وفقا للأوامر والقرارات الّتي تمليها الإرادة المطلقة للحكّام ، بل إنّها يجب أن تكون عوناً للشعب في تحقيق أهدافه المتقدّمة ، وأن تحقّق هذا الشعار القديم – الجديد ( الشرطة في خدمة الشعب ) . فلقد أصبحت (الشرطة) شيئاً مختلفاً تماماً في هذا العصر المتطوّر، فهي لم تعد فقط أداة القانون لملاحقة المجرمين و لتنفيذ أحكامه جبراً، وأداة المواطن لضمان أمنه وسلامته. بل إنّ الشرطة التّي عرفتها المجتمعات القديمة والحديثة بأسماء مختلفةٍ وبأشكالٍ عديدةٍ ولأغراضٍ شديدة التفاوت ، أصبحت في وقتنا الراهن أداة المجتمعات والدول في تنظيم المرور، وحراسة أمن الحدود ، وحماية الأملاك العامّة ، وقمع الغش وتنظيم شؤون التموين والصيد ، وحماية الآثار والمناجم والحراج ، ومكافحة التسوّل والتشرّد واستخدام الأطفال ، وحماية الآداب العامّة ، ويشارك اليوم رجال الشرطة في الدول المتحضّرة وبحيث لا يمكن الاستغناء عن خدماتهم أبداً في أعمال الإغاثة خلال الكوارث الطبيعية ، وفي مكافحة التهريب، وفي الدفاع المدني وحالة التعبئة العامّة ، وفضّ الشغب ، وغير ذلك الكثير من المهامّ والمسؤوليّات .

اقرأ ايضا تعريف الشرطة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق