الاثنين، 18 أبريل 2011

النثر

تعريف النثر 

 

لنثر لغة الكلام والكتابة العاديين. وهو أيضًا أحد شكلي التعبير الأدبي الرئيسيين. فالخطابات والصحف، ومقالات المجلات تكتب نثرًا. وكذلك سِيَر حياة الناس، والرسائل، والتاريخ، والقصص وأكثر المسرحيات. لاتلتزم أكثرية النثر بوزن متواتر.كما أن النثر يخلو من القافية، وهو ما يتميز به كثير من النظم الشعري وغالبًا ما يستخدم كُتّاب النثر أدوات شعرية كالجناس والطباق. وينظم بعض الكتّاب نثرًا بالغ التناغم،وفي كثير من الأحيان لايستطيع القاريء أن يميز تمييزًا واضحًا بين النثر، والشعر.

عرف العرب النثر في جميع عصورهم وعني به كبار كُتابهم وأدبائهم، وكانوا يهدفون من ورائه إلى التأثير في نفوس السّامعين والقُرّاء، ومن هنا كان اهتمامهم بالصياغة وجمال الأسلوب.

لم تصل إلينا وثائق تثبت أن العرب عرفوا في الجاهلية الرسائل الأدبية، كما عرفوا الشعر وأبدعوا فيه، وبالرغم من عدم وجود تلك الوثائق، فمن الأرجح أنه كانت للجاهليين ألوان مختلفة من النثر، كالقصص والأمثال والخطابة، فقد شُغف العرب بالقصص وساعدتهم على ذلك أوقات فراغهم الطويلة، وكثيرًا ما كانوا يجتمعون في الليالي للأنس والسمر وقص القصص، وكان معظم تلك القصص يدور حول أيام العرب وحروبهم وما وقع فيها من بطولات وانتصارات.

وقد نُسبت للجاهليين كثير من الأمثال. انظر: الأمثال. وهي أقرب إلى تصوير حياتهم وفلسفتهم، والأمثال تُحافظ طويلاً على صورتها، بحكم إيجازها، وكثرة دورانها على الألسن، وترتبط كثير من أمثالهم بالأساطير والقصص، وقد عد الجاحظ من حكماء العرب: أكثم بن صيفي ولبيد بن ربيعة وعامر بن الظَّرب. أمّا الخطابة، فقد وجدت الظُروف التي تؤدي إلى ازدهارها، فهناك الحرية وكثرة الخصومات والمنازعات بين القبائل.

كان النثر في الجاهلية يسيرًا، وكذلك كان شأنه في العصر الأمويّ، أمّا في العصر العباسي، فقد تطوَّر النثر تطورًا كبيرًا. فعندما تدفقت ثقافات اليونان والفرس والهند، كان على العربية أن تستوعب كلَّ ذلك، وتُعبِّر عنه، كما قام علماء العربية بوضع العلوم الشَّرعيِّة واللغوية، وتمكن النثر العربي من حمل العلوم والفلسفة والآداب، في يسر وسلاسة. وقد أدَّى ذلك إلى تطور النثر في ألفاظه وصوره وتراكيبه ومصطلحاته وأساليبه وأفكاره، وظهرت جملة من أعلام الكُتّاب على رأسهم: ابن المُقفَّع، وسهل ابن هارون وابن الزيات، والجاحظ وابن قتيبة وغيرهم. انظر: الجاحظ؛ المقامات.

نهض النثر العربي في العصر الحديث، وتنوَّعت فنونه واتجاهاته ومدارسه، فقد اتصلت العربية بثقافات أمم عدَّة، وهي ثقافات غنية ومتنوِّعة، وكان عليها أن تُلاحق عصر انفجار العلوم والمعرفة، وتُحسن حمله والتعبير عنه، وقد كان ذلك، فازدهرت أشكال من النثر قديمة، وجدَّت ألوان منه حديثة، وتعدَّدت مدارس النثر وصوره، فكان هناك النثر العلمي بالإضافة إلى النثر الأدبي، وزاد الاهتمام بالقصة في شكلها الحديث، وعرف النثر عالم الرواية والمسرحية. انظر: الخطابة؛القصة القصيرة في الأدب العربي؛ الرواية؛ المسرحية.

وممّا يدلُّ على ازدهار النثر في هذا العصر، بروز جيل من كبار الكتّاب، في سائر الأقطار العربية، من أمثال: محمد المويلحي؛ المنفلوطي؛ الشيخ محمد عبده؛ طه حسين؛ العقّاد؛ توفيق الحكيم؛ المازنيّ؛ الزيّات؛ نجيب محفوظ؛ مارون عبود؛ حمد الجاسر؛ يحيى حقيّ؛ مصطفى كامل؛ ميخائيل نعيمة؛ جبران خليل جبران؛ الطيب صالح؛ محمد زيدان؛ يوسف إدريس؛ أمين نخلة؛ محمد كرد علي،؛وغيرهم كثيرون. انظر: العقاد، عباس محمود؛ حسين، طه؛ المازني، إبراهيم عبد القادر؛ المنفلوطي؛ الحكيم، توفيق؛ نجيب محفوظ.

ذلك أمر النثر في العربية، أمّا في اللغة الإنجليزية فقد تباينت أساليبه من البسيط إلى المعقد، وقد تجادل الكتاب ونقاد الأدب مئات السنين حول ماهية الأسلوب النثري الأمثل. مثلا فرانسيس بيكون، وهو مؤلف إنجليزي عاش أوائل القرن السابع عشر الميلادي، كان يفضل الكتابة بأسلوب بسيط واضح مباشر. وكتب في جمل قصيرة مع قليل من النعوت. أما السير توماس براون، وهو مؤلف إنجليزي عاش في منتصف سنوات القرن السابع عشر الميلادي، فقد كان يفضل اللجوء إلى أسلوب فخم أكثر أناقة في نثره، وقد كتب في جمل أنيقة متناغمة تقع موقع الشعر لدى القارئ.

جمعت نسخة الملك جيمس للإنجيل التي نشرت عام 1611م سمات معينة لأسلوبي النثر كليهما. وأعجب القراء أيما إعجاب بأسلوبه الرشيق والطبيعي في الوقت نفسه. ومنذ أن طبعت نسخة الملك جيمس للإنجيل، أصبح لها وحدها الأثر الواضح على الكتابة النثرية الإنجليزية.

وخلال سنوات القرن العشرين أخذ كثير من كتاب النثر يميلون إلى الأسلوب السريع الواضح، وحاولوا تقليد إيقاع، ومفردات الكلام العادي. من بين أمثلة هذا الأسلوب الروايات، والقصص القصيرة التي كتبها إرنست همنجواي، وهو مؤلف أمريكي.

اقرا ايضا موضوع تعريف النثر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق