الاثنين، 18 أبريل 2011

Untitled

 

العصر الجاهلي

عند بحثنا حول جزيرة العرب اطلقنا على مرحلة ما قبل ظهور الإسلام تسمية العصر الجاهلي، واطلقنا على سكّان تلك البلاد تسمية عرب الجاهلية. ونود ان نشير هنا الى وجود شواهد دالة على ان هذا الاصطلاح ـ أي اصطلاح الجاهلية ـ قد ظهر بين المسلمين بعد ظهور الإسلام، حيث استلهموه من القرآن الكريم، واطلقوه على عصر ما قبل الإسلام وتبلور له مفهوم خاص حوله[1]وذهب بعض المؤرخين المعاصرين الى القول بأنَّ هذه التسمية تُطلق على حقبة تناهز مائة وخمسين الى مائتي سنة قبل بعثة النبي محمد[2].

ومع ان كلمة الجاهلية مشتقّة من الجهل، الا ان الجهل هنا لا يقع في النقطة المقابلة للعلم، وانما يقع في النقطة المقابلة للعقل والمنطق[3].

وصحيح ان مجتمع جزيرة العرب كان مجتمعاً امياً يفتقر الى العلم ـ كما ذكرنا ـ بيد ان الثقافة الإسلامية اذا كانت قد اطلقت كلمة جاهل على ذلك المجتمع، وعبارة العصر الجاهلي على ذلك العصر، فذلك لا يُعزى الى افتقارهم للعلم فحسب، وانّما يُعزى الى رؤيتهم المغلوطة والبعيدة عن العقل والمنطق، وممارستهم لعادات وتقاليد خرافية والاتصاف بسجايا مقيتة كالحقد، والغرور، والتفاخر، والتعصّب الأعمى، وهي سجايا حاربها الإسلام بشدّة[4].

وربّما يمكن القول بأن المراد من كلمة الجهل هنا شيء قريب من معنى الحمق وهو ما لا يقترن بالضرورة بمعنى الامية، وانّما اكثر ما يراد به السفه والحمق والانفة[5].

استخدمت كلمة الجاهلية في عدّة مواضع في القرآن الكريم بهذه المعاني والمفاهيم.

نشير في ما يلي الى أمثلة منها:

1ـ سُمّيت الآمال والأماني المغلوطة لجماعة من أهل الكتاب ممن كانت قلوبهم تهوى ان يحكم الرسول بما تشتهي انفسهم >حكم الجاهلية<[6]. 

2ـ وصف الباري تعالى في كتابه الكريم التعصب القبلي الاعمى للعرب من عبدة الاوثان بصفة >الحمية الجاهلية<[7].

3ـ امر القرآن الكريم زوجات الرسول بعدم اتباع اساليب >تبرّج الجاهلية الاولى<[8].

4ـ ذم القرآن الكريم جماعة من المنافقين المتزعزعي الايمان الذين انهارت معنويّاتهم وغلب عليهم الارتباك والتشاؤم في اعقاب هزيمة جيش المسلمين في معركة أحد؛ وذلك لأنهم ظنّوا بالله >ظن الجاهلية<[9]. 

5ـ قصَّ الله تعالى من نبأ قوم موسى انه عندما أمرهم بذبح بقرة، فقالوا له اتتخذنا هزواً فقال لهم موسى: {اَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}[10].

ووصف امير المؤمنين علي×الحياة البائسة التي كان عليها العرب في عصر عبادة الاوثان بأنهم قد استخفّتهمالجاهلية[].

 

كانت القبيلة هى الوحدة السياسية في العصر الجاهلي ، تقوم مقام الدولة في العصر الحديث. وأهم رباط في النظام القبلي الجاهلي ، هو العصبية ، وتعني النصرة لذوي القربى والأرحام ان نالهم ضضيم أو اصابتهم هلكة.

 

 

وللقبيلة رئيس يتزعمها في السلم والحرب.وبنبغي أن يتصف بصفات أهمها :البلوغ، الخبرة، سداد الرأى، بعد النظر، والشجاعة، الكرم، والثروة. -ومن القوانين التي سادت في المجتمع الجاهلي، الثأر، وكانت القبيلة جميعها تهب للأخذ بثأر الفرد، أو القبيلة.ويعتبر قبول الدية عارا. وقد انقسم العرب في الجاهلية إلى قسمين، وعرف نظام القبلي فئات في القبيلة هي :

أ- أبنائها الخلص، الذين ينتمون إليها بالدم.

ب- الموالي، وهم أدنى منزلة من أبنائها (العبيد من أسرى الحروب ، أو من يجلبون من الأمم الأخرى).

وكانت الخمره عندهم من أهم متع الحياة، وقد إنتشرت في الجاهلية عادة وأد البنات أي : دفنهن أحياء، وقد اعتمد العربي في جاهليته على ما تتنجه الإبل والماشيه، والزراعة، والتجارة. ولقد عرف العرب من المعارف الإنسانية ما يمكنهم من الاستمرار في حياتهم، وعبدوا أصناماً أعتقدوا - خطأ -إنها تقربهم إلى الله. وكانت كل قبيله أوأكثر لها صنم، ومن هذه الأصنام : هبل واللات والعزى.

 

زر ايضا هذه الوصلة للمزيد تعريف العصر الجاهلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق