صبحت العولمة ظاهرة متعددة الأوجه ومعقدة للغاية وقد انتشر استخدام مصطلح العولمة في كتابات سياسية واقتصادية عديدة في العقد الأخير، وقد اكتسب مصطلح العولمة دلالات استراتيجية من خلال التطورات المتسارعة في العالم , فقد شهد العالم في القرن العشرين مجموعة تطورات ساخنة كالحربين العالميتين والحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي المتمثل بالاتحاد السوفيتي والغربي المتمثل بامريكا وحلفائها وقد انتج هذا الصراع , السقوط المروع للنظام الاشتراكي المتمثل في الاتحاد السوفيتي وقد اعقب هذا الحدث المهم توحيد الالمانيتين الغربية والشرقية بزوال جدار برلين عام 1989 وبعد هذه الاحداث جاءت احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م وقد كللت هذه الاحداث جهود المفكرين الغربين على اختلاف مستوياتهم بالاهتمام بظاهرة العولمة من جميع اوجهها و مدى انعكاسها على المتغيرات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية لجميع دول العالم حيث بدا دور العولمة بالتنامي نتيجة العلاقات الدولية لجميع دول العالم وقد اعادت هذه العلاقات ترتيب الاولية الايدولوجية والاقتصادية والثقافية للدول . وقد انتقل مدلولها من النظرية الى العمل التطبيقي من خلال مجموعة من العوامل التي اصبحت هي الاداة الضاربة للعولمة , كالشركات متعددة الجنسيات واندماج البنوك العملاقة والتطور الهائل لتكنلوجيا المعلومات من خلال الاتصال عن طريق شبكة الانترنيت والاتصال السريع بالبريد السريع "اكس بريس" .
ونتيجة هذه المؤثرات والتاثيرات دخل الوطن العربي بظاهرة العولمة وقد تزايد اهتمام الكثير من قبل مؤسسات اقتصادية ومراكز بحوث ودراسات بهذه الظاهرة فصدرت العديد من الدراسات والبحوث بهذا الخصوص , منهم من يدافع عنها ويراها تطورا ايجابيا من زاوية انها تحرر الاقتصاد من ايدي الدولة وتطلق قوى التنافس التي تساعد على تنمية وتوجيه الموارد البشرية والمادية الى الاماكن الاكثر فاعلية والاغزر انتاجية , وانها تبشر بتنمية اقتصادية كبيرة . بينما هناك اخرون ينظرون بانها مصدرا خطر وتهديد لممتلكات الشعوب الاقتصادية والثقافية , من خلال تحكم الاقوياء برقاب الضعفاء , حيث تطول افرازاتها السلبية اكبر مساحة بشرية في الدولة. وهناك رائ ثالث ياخذ طريق محايد من هذه الظاهرة عن طريق الدراسة والتحليل , وقد يظهر في هذه الدراسة بان هناك تجليات تظهر على تطبيقات العولمة منها سلبية ومنها ايجابية وسوف نتطرق من خلال هذا البحث لابرز مظاهرها السلبية التي تساهم في تدور وضع المواطن العربي, وكذلك ايجابياتها التي تساعدهم في بناء اقتصاده وتنمية افكاره كما نسلط الضوء على تاثيرها على الوطن العربي من الناحية السياسية والاقتصادية والثقافية , واثرها على معتقداته وافكاره الدينية . كما نبين ماهي السياسية التي نستطيع اتباعها بالتعامل معها ومواجهتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق