الأربعاء، 2 مايو 2012

الزنا

مفهوم الزنا شرعا 

قبل عرض التعاريف التي وضعها الفقهاء من مختلف المذاهب للزنا سنعرف أولا معنى الزنا لغة:
أن كلمة الزنا تكون ممتدة كما سبق وقد تأتي مقصرة أي أنها قابلة للتمديد والتقصير 
والزنى مقصورة هي في لغة أهل الحجاز أما أهل تيم فهي عندهم ممدة –الزنا-
وجاء في المبسوط للسر خسي أن الزنا لغة مأخوذة من الزناء وهو الضيق . 

-تعريف الزنا عند المالكية هو*انتهاك الفرج المحرم بالوطء المحرم في غير الملك ولا شبهة الملك *.
ويعرفه ابن رشد وهو فقيه مالكي بأنه *كل وطئ وقع على غير نكاح صحيح ولا شبهة نكاح ولا ملك يمين *.

-تعريفه عند الشافعية هو *وطء مكلف عامد عالم بالتحريم في قبل محرم لعينه مشتهى طبعا مع الخلو من الشبهة.
-ويعرفه الشيرازي الإمام الشافعي *بأنه وطء رجل من أهل دار الإسلام امرأة محرمة عليه من غير عقد ولا شبهة عقد ولا ملك وهو عاقل مختار عالم بالتحريم *.

-تعريفه عند الحنابلة هو* تغييب حشفة ذكر بالغ عاقل في احد الفرجين ممن لا عصمة بينهما ولا شبهة.*

-ويعرفه الأحناف *وطء الرجل المرأة في القبل بغير ملك ولا شبهة *.
ويقول ابن الهمام الحنفي أن الزنا هو إدخال المكلف الطلع قدر حشفته قبلا مشتهى بلا ملك أو شبهة ملك.*

أما الشيعة الامامية فالزنى عندهم إيلاج الإنسان فرجه في فرج امرأة من غير عقد ولا ملك ولا شبهة بغيبوبة الحشفة قبلا أو دبرا .
يتبين من التعاريف السالفة أن كل المذاهب الإسلامية متفقة على تعريف الزنا الذي هو تغييب الذكر في احد الفرجين في غير عقد ولا شبهة عقد فإذا لم يتم تغييب الحشفة فانه في حالة كهذه لا نوجد أمام جريمة زنا .
وإذا كانت المذاهب الثلاث المالكية والحنابلة والشافعية يعتبرون الوطء سواء في القبل أو الدبر زنا , فان الأحناف يقولون بغير ذلك ويعرفون الزنا بأنه هو الوطء في القبل دون الدبر .
وبصفة عامة فان كل المذاهب اتفقت على ضرورة وجود عنصرين لقيام الزنا 
وهما الوطء الحرام والتعمد, واختلفت في عناصر أخرى كاعتباره من جرائم الحدود للنص القرآني الصريح الذي ورد فيه:

*والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة......*.
سورة النور الآية 2

وكون الموطؤة حية وتحديد مفهوم الشبهة التي تدار الحدود ومنها ما يتعلق بالعقاب كاختلافهم حول إعفاء الرجل المكره من العقاب أو في اشتراط أن يكون الزاني مسلما .
وان الزنا في الشريعة الإسلامية نوعان : زنا المحصن وهو ما يقابل الخيانة الزوجية في القوانين الوضعية .
وزنا المحصن وتقابله جريمة الفساد في القوانين الوضعية .

أركان جريمة الزنا 

لقيام جريمة الزنا لا بد من توفر أركانها وهذه الأركان تتمثل في الركن المادي والركن المعنوي .

أولا: شروط قيام الركن المادي لجريمة الزنا في الشريعة الإسلامية 


إن أهم الأركان التي تقوم عليها جريمة الزنا في الشريعة الإسلامية هو ضرورة حصول وطء طبيعي محرم موجب للحد .
المبحث الأول -الوطء الطبيعي المحرم 

الوطء المحرم هو كما عرفه فقهاء الإسلام :*وطء الرجل المرأة في الفرج بحيث تغيب الحشفة أو مقدارها في فرج المرأة سواء حدث إنزال أو لم يحدث مع عدم وجود زوجية أو ملك أو شبهة .....*
من خلال هذا التعريف يتضح جليا انه من أهم الأركان التي تقوم عليها جريمة الزنا , ضرورة حصول وطء محرم, ويتحقق ذلك بإيلاج الحشفة في الفرج أو قدرها من مقطوعها .
وقد اتفق جمهور الفقهاء على كون الإيلاج عنصر رئيسي وهامة لوقوع فعل الوطء المشكل للركن المادي لجريمة الزنا .
أما ما يسبقه من المقدمات المثيرة للغرائز كالعناق , والقبلات أو المفاخذة فلا تشكل الركن المادي لهذه الجريمة لانعدام الإيلاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق