الأحد، 3 يونيو 2012

تشخيص الشقيقة

الشعور بالصداع كلمة تترد كثيراً على مسامعنا، إما من الأشخاص من حولنا أو ربما من أنفسنا, فالصداع من أكثر العلل التي سرعان ما يصاب بها الإنسان وأيضاً سرعان ما يتم التخلص منها, وذلك إما ببعض المسكنات الخفيفة, أو الحصول على قدر من الراحة والهدوء, أو أخذ غفوة قصيرة, وجميع هذه الطرق تعطي الفرصة للجسم لكي يستعيد قوته وحيويته من جديد.

وما نقصده بالكلام السابق هو الصداع العادي العرضي الذي قد يصيب الإنسان بسبب حالة معينة يمر بها, ولكن هناك أنواع من آلام الرأس التي لا يمكن احتمالها أو الصبر عليها وذلك بسبب شدتها وقوة آلامها مع استمرار هذه الآلام لفترة زمنية طويلة, كداء الشقيقة أو الصداع النصفي الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه تجاوز الخط الأحمر من حيث عدد المصابين به والخسائر الاقتصادية الناتجة عنه.

وبشكل عام فإن النساء هن الأكثر معاناة من مرض الصداع النصفي حيث تعاني حوالي 25% من النساء مقابل 8% من الرجال في العالم, كما تم تصيف هذا المرض في مقدمة عدة أمراض تتسبب في الإصابة بالعجز والإعاقة عن العمل ومواصلة الحياة بشكل طبيعي.

ذلك لأن مرض الشقيقة يتسبب في منع المصاب به عن العمل خلال فترات الإصابة التي تتراوح ما بين أربع ساعات إلى ثلاثة أيام في حالة الإصابة بالنوع العادي منه, ويشعر المريض خلال هذه الفترة بألم في جانب الرأس أو الجانبين, وقد يكون الألم نابضاً أو متوسطاً أو شديداً, ويمكن أن تمتد فترة الإصابة بنوبة المرض إلى 20يوماً ويكون الصداع النصفي في هذه الحالة من النوع الشديد.

ويسبق الصداع النصفي من النوع الشديد بعض الأعراض التي تتمثل في التعرض لتوتر عصبي, وتشوش في الرؤية إذ يمكن أن يرى المريض الخطوط متعرجة, وفلاشات ضوء لا وجود لها في الواقع, وفي بعض الحالات قد يفقد النظر بشكل مؤقت كما يجد صعوبة بالغة في الكلام, هذا بالإضافة إلى شعور بضعف في الذراعين والساقين, وتنميل في الوجه واليدين, ووجود ألم في الجبهة والكفين والأذنين, ثم يظهر الصداع في جانب واحد من الدماغ خلف العينين أو حولهما.

وتشير بعض الأبحاث إلى أن سبب الإصابة بالصداع النصفي يعود إلى عدم التوازن بين عنصر الماغنسيوم وهرمون السيروتونين (هرمون السعادة) في المخ, ويؤدي ذلك إلى حدوث تغيير في كهرباء المخ وإلى تفاعل بين الأعصاب والشرايين التي تتحكم بالعينين والأنف والفم الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الألم في مراكز المخ, وهناك بعض الباحثون الذين يرجعون سبب الإصابة بالشقيقة إلى عوامل جينية متأثرة بعامل وراثي.

أما ما يراه بعض الأطباء فهو أن الصداع النصفي هو عبارة عن رد فعل لأنواع مختلفة من المؤثرات التي قد تحدث تغير في سريان الدم داخل شرايين الدماغ تتسبب في اعتلال عقلي معقد, ويحدث تقلص أو تشنج في الشرايين الموجودة في جذع المخ تمنع سريان الدم أو تقليله في بعض شرايين المخ وبالتالي تقل نسبة الدم الموجودة بالمخ, وينتج عن ذلك نقص كمية الأوكسجين التي تصل إلى المخ, ومن هنا تبدأ أعراض المرض بالظهور ثم تحدث عملية مضادة من الاتساع في بعض الشرايين الأخرى من أجل زيادة سريان الدم وبالتالي الأوكسجين, مسبباً هذا الاتساع ألماً نابضاً داخل الرأس.

وبالنسبة لطرق علاج الصداع النصفي فهي تتركز في أربعة طرق رئيسية أولها العلاج بالعقاقير كأخذ المسكنات العادية أو المتوسطة أو القوية, أو يمكن اللجوء إلى العلاج الطبيعي الذي يعتمد على الاسترخاء والإدراك, أو اللجوء إلى التدخل الجراحي, وأخيراً هناك علاج عن طريق الموجات المغناطيسية وتعتبر هذه الطريقة أحدث طريقة لمعالجة الصداع النصفي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق