الكزاز.. يستوطن في 90 دولة نامية ويقتل 500 ألف رضيع و30 ألف امرأة عالمياً!!
الكزاز هو عبارة عن مرض شللي تشنجي حاد يحدثه كائن متحرك لا هوائي حيث يوجد في التربة والغبار وامعاء بعض الحيوانات ويعمل على تكوين مجموعة من الابواغ، كما يقوم بافراز مواد شديدة السمية. يحدث هذا المرض في جميع أنحاء العالم وهو متوطن في 90 دولة من الدول النامية ونسبة حدوثه متباينة بدرجة كبيرة ويقتل الشكل الاكثر شيوعاً وهو كزاز الوليد 500 ألف رضيع كل سنة تقريباً بسبب عدم تحصين الأم تجاهه ويحدث حوالي 80٪ من هذه الوفيات في 12 بلداً افريقية وآسيوية استوائية اضافة إلى ذلك يقدر عدد الأمهات اللاتي يتوفين كل سنة نتيجة الاصابة بالكزاز الذي يحدث في فترة النقاش أو بعد الاجهاض أو بعد العمليات الجراحية حوالي 15 ألف - 30 ألف امرأة في مختلف ارجاء العالم. تترافق معظم حالات الكزاز مع الجروح حيث يتلوث الجرح من خلال الظفر أو زجاجة مكسورة أو قطعة معدنية ملوثة وقد تكون بسبب عضات بعض الحيوانات وفي حالات اخرى بسبب ثقب الاذن للاناث باداة غير معقمة، طقوس التشطيب أو الختان عند الاناث ويحدث الالتهاب عند دخول تلك الابواغ وتكاثرها وانتاج ما يسمى بذيفان الكزاز وهي مواد بروتينية مؤلفة من سلسلة ثقيلة واخرى خفيفة تجمع بينها رابطة مفردة ثنائية الكبريت ويغزو الذيفان الجهاز العصبي حيث يرتبط بالموصل بين العصب والعضلات ثم ينتقل عن طريق العصب وقد حددت سرعة انتقالية حيث بلغت 3,4 ملم/ساعة وهكذا يحدث تقلص بصورة مستمرة في العضلات المصابة.
الاعراض والتشخيص قد يكون الكزاز موضعياً أو سائداً والشكل الثنائي هو الاكثر شيوعاً وتدوم فترة الحضانة لذلك المرض 2 - 14 يوماً وقد تستمر لعدة شهور بعد الاصابة. ويظهر في حالة الكزاز السائد تشنج عضلة الفك عند حوالي نصف الحالات، كما يعتبر الصداع وعدم الراحة اعراضاً اولية يتبع ذلك صعوبة المضغ وعسر البلع وتشنج في عضلات الرقبة وينجم ما يسمى بالابتسامة السادونية وهو ناتج عن التشنج الشديد للعضلات الوجهية وعندما يمتد الشلل إلى عضلات الفخذ والورك والعضلات البطنية فقد يتخذ المريض الوضعية المقوسة وقد يؤدي تشنج عضلات الحنجرة والبلعوم إلى انسداد الجهاز التنفسي العلوي مما يحدث اختناقاً وحيث ان ذيفان الكزاز لا يؤثر على الاعصاب الحسية فإن المريض يبقى واعياً ومتألماً حيث يترقب وبخوف حدوث النوبة التالية حيث تتصف تلك النوبات بتقلصات مفاجئة للعضلات مع الشد على قبضة اليد وحدوث انحناء وتقريب للذراعين وفرط انبساط الساقين ويتراوح طول فترة النوبة بدون معالجة من بضع ثوان إلى دقائق قليلة تتخللها فترات من الراحة ويصبح المريض حساساً لادنى صوت أو لرؤية النور أو حتى باللمس حيث قد تتولد النوبة نتيجة ذلك وقد يحدث احتباس للبول وارتفاع في درجة الحرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية بسبب الطاقة الكبيرة المستهلكة من قبل العضلات المتشنجة ويصاحب ذلك تسارع في ضربات القلب، تعرق، انقباض في الأوعية الدموية ويصبح الشلل الكزازي عادة اكثر شدة في الاسبوع الاول من البداية ثم يستقر في الاسبوع الثاني ليتضاءل تدريجياً خلال حوالي الثلاثة اسابيع التالية، اما الكزاز الذي يصيب المواليد الجدد فيظهر خلال 3 - 12 يوماً من الولادة حيث تظهر صعوبة في المص والبلع ويترافق ذلك مع الجوع والبكاء ويميز المرض شلل أو تناقص في الحركة، وقد تحتوي مكان السرة بقايا دم متخثر. وفي حالات الكزاز الرأسي وهو نوع نادر من الكزاز يحدث بسبب جروح أو اجسام غريبة في الرأس، فتحتي الانف أو الوجه عموماً، كما يحدث مترافقاً مع التهاب الاذن الوسطى المزمن وتظهر الاعراض على هيئة اجفان مشدودة وتشنج لعضلات اللسان والبلعوم، تعتبر صورة الكزاز واحدة من اكثر الصور الطبية الذي يمكن تشخيصها بشكل سريري حيث يكون المصاب غير محصن مع التعرض لجرح انه ولد في غضون اسبوعين ولديه حالة تشنجات مع بقاء وعيه ومن ناحية تحاليل الدم فقد يصاحب ذلك ارتفاع في كريات الدم البيضاء، تحليل السائل النخاعي الشوكي يكون سليماً، كما ان تخطيط المخ لا يظهر أي علامات مرضية مميزة. ويمكن عزل الميكروب من الجرح في ثلث الحالات فقط ولا يمكن الخلط بين الكزاز السائد والذي تطور بشكل كامل مع أي مرض آخر وعلى أي حال فقد ينتج تشنج عضلات المضغ من خراج حول البلعوم أو من السن أو بشكل نادر من التهاب دماغي حاد ويمكن ان يترافق داء الكلب مع الكزاز حيث يمكن تمييز الاول برهاب الماء وعسر البلع وارتفاع الخلايا متعددة الاشكال في تحليل السائل النخاعي الشوكي وقد يترافق التشنج بسبب نقص الكالسيوم باعراض مشابهة مع تقلصات في عضلات الكفين والقدمين
الأحد، 3 يونيو 2012
فترة حضانة المرض الكزاز
تشنج الفك والصداع وعدم الراحة أعراض أولية يتبعها صعوبة المضغ وعسر البلع..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق