الأحد، 3 يونيو 2012

أعراض دوالي الخصيتين

دوالي الخصيتين أو القيلة الدوالية أو دوالي الصفن:هو توسع غير طبيعي للأوردة داخل كيس الصفن والتي تمد الأعضاء فيه بالدم والممتدة من التجويف البطني عبر القناة الإربية (بالإنجليزية: Inguinal Canal‏) كجزء من الحبل المنوي.
تضمن الاوردة صعود الدم إلى الأعلى عن طريق صمّاماتٍ أحادية - خارجية الأتجاه ولكن عندَ حصولِ خللٍ فيها أو وجودِ ضغطِ يؤدي إلى إخلالها فأن الدم يبدأ بالرجوع والخروج ببطئ مشكلأً الدوالي.
دوالي الخصيتين هي من أسباب العقم الذكوري، تحدث دوالي الخصية لدى 15% من الرجال وينتج عنها العقم في حوالي 40% من الأوقات ولكن هنالك جدلاً شديداً حول هذا المعتقد.
تؤثر على عملية الانطاف في الخصيتين حتى لو وجدت في الناحية اليسرى فحسب لأسباب لا تزال مجهولة ولكنها قد تعود إلى زيادة الحرارة في الخصية نفسها. إن تشخيص الدوالي سهل ويعتمد على الفحص السريري ونادراً ما يحتاج إلى استعمال الأشعة الصوتية بالدوبلر لإثباته. إذا ما أكدّت التحاليل على السائل المنوي تأثير الدوالي السلبي على الانطاف وعدم وجود أسباب أخرى قد تكون مسؤولة عن العقم يمكن استعمال وسائل طبية عديدة لمعالجته منها الجراحة أو اغلاق الأوردة التناسلية المتوسعة بواسطة إدخال وشمة أو بالون أو مواد مصلّبة داخلها تحت المراقبة الإشعاعية مع نجاح مرتفع بالنسبة إلى تحسين عدد وحركة وشكل الحبيبات المنوية بنسبة 60% إلى 70% وحصول الحمل لدى 30إلى 60% من تلك الحالات.

أحصائيات وحقائق

إن تلك الدوالي حالة خلقية تصيب حوالي 15% من الرجال بمن فيهم الأطفال والمراهقين والبالغين، وقد تسبب عقماً أولياً بنسبة تتراوح بين 19% إلى 41% وعقماً ثانوياً أي بعد نجاح أولي في الإنجاب بنسبة حوالي 80% من الحالات. وهي تظهر عادة في الخصية اليسرى فقط في 60% إلى 90% من الرجال المصابين، وفي الخصيتين معاً في حوالي 30% إلى 50% حسب الدراسات الحديثة. وسبب حدوثها عادة في الجهة اليسرى يعود إلى أن وريد الخصية اليسرى يزيد طوله على الوريد الأيمن من 8 - 10سم ويدخل وريد الكلية اليسرى بطريقة مستقيمة بينما يدخل الوريد الأيمن الوريد الأجوف من زاوية مائلة، وحصيلة هذا الفرز الفريد للوريد الأيسر أنه عند ارتفاع الضغط المائي السكوني في وريد الكلية اليسرى وفي وجود خلل في الصمام ما بين الوريدين الكلوي والمنوي، الذي يمنع عادة رجوع الدم نحو الخصية، وذلك لأسباب خلقية وغير مرضية، فقد يؤدي ذلك إلى تسرب الدم رجوعاً إلى الوريد المنوي الأيسر مع توسع أوردة الحبل المنوي والخصية الذي قد يكون ظاهرياً أحياناً ويشكل ما نسميه دوالي الخصية
العقم
ورغم الجدل حول احتمال تأثير الدوالي على الخصية هناك عدة نظريات تشرح الفيزيولوجية المرضية لتلك الحالة وسبب تعطيلها لعملية الانطاف في الخصيتين حتى لو وجدت الدوالي في الخصية اليسرى فحسب. فمن تلك النظريات:
زيادة الدم في الأوردة المتضخمة حول الخصية تزيد درجة الحرارة داخلها مما يؤثر على وظيفتها الإنطافية لأنه ما هو متفق عليه طبياً أن الخصية التي تكون حرارتها عادة حوالي درجتين أقل من حرارة الجسم عامة في غاية الحساسية لأي ارتفاع في الحرارة الذي قد يعطلها ويسبب ضعفاً شديداً في عملية الانطاف، وهذه النظرية هي الأكثر قبولاً لدى الاختصاصيين.
إن رجوع الدم من الوريد الكلوي إلى الخصية قد يحمل مواد حيّدية ومضّرة من الكلية أو الغدة الفوق الكلية إلى الخصية مما قد يؤثر على وظيفتها ولكن ذلك لم يبرهن بعد.
إن ركود كمية عالية من الدم في الدوالي حول الخصية قد يسبب نقص التأكسج أو قلة الأوكسجين في أنسجتها مما يؤدي إلى تعطيلها. ولكن إلى الآن لم تثبت الدراسات صواب هذه النظرية.
وجود الدوالي قد يقترن بتغيرات هرمونية منها انخفاض تركيز الهرمون الذكري وخلل في إفراز الهرمونات النخامية المحثة للخصية، ولكن ما هو مجهول هو إذا ما كانت هذه التغييرات بسبب أو نتيجة الخلل الفيزيولوجي المرضي الذي تسببه الدوالي.
وحديثاً أظهرت دراسة دقيقة أن سبب تأثير الدوالي على الإنطاف قد يعود إلى زيادة جريان الدم في شريان الخصية مع ارتفاع في الحرارة داخل أنسجتها وحدوث خلل في خلايا "ليدغ" المسؤولة عن إفراز الهرمون الذكري المهم بالنسبة إلى عملية الإنطاف.

تشخيص الدوالي

يتم التشخيص عادة بسهولة بفحص المريض السريري وهو واقف في غرفة مدفئة وجس الأوردة المتوسعة حول الحبل المنوي والخصية، وأما إذا كانت الدوالي صغيرة الحجم فيطلب من المريض الضغط الشديد في البطن وكأنه يبرز أو يغوّط وذلك يدعى مناورة فلسفا فيزيد حجم تلك الأوردة وأما إذا ما اشتبه بوجودها سريرياً يمكن إثبات ذلك بإجراء موجات دوبلر فوق الصوتية على الصفن والحبل المنوي وقياس حجم الأوردة وجريان الدم العكسي داخلها. وإذا ما كان حجم الأوردة 3ميلي ميثر أو أكثر فذلك قد يؤكد وجود دوالي حسب عدة دراسات. ولكن هنالك جدلاً شديداً حول أهمية الدوالي دون السريرية أي التي لا تظهر بالفحص السريري بل باستعمال موجات دوبلر فوق الصوتية فحسب وهل هنالك أية منفعة في علاجها، فالمعتقد الطبي أنها ليست بأية أهمية طبية ولا تحتاج إلى المعالجة غير أن بعض الدراسات برهنت العكس في بعض الحالات. والمشكلة الأساسية في تلك الحالات هي تعريف معنى الدوالي دون السريرية الذي قد يختلف عليه الاختصاصيون وإجراء أبحاث طبية دقيقة ومنظمة لمعرفة نتيجة علاجها على الانطاف والحمل


دواعي المعالجة

بما أن حوالي 15% من الرجال مصابون بالدوالي وأن تأثيره على الانطاف لا يتعدى 40% منهم فذلك يعني أن حوالي 60% من هؤلاء الرجال متعافون تماماً من الناحية التناسلية ولا ضرر من وجود الدوالي لديهم على قدرتهم في الانجاب ولذلك ليس من الضروري معالجتهم إلا في حال حدوث عقم ثانوي مع نقص وخلل تحرك الحييات المنوية أو تشويه في شكلها، وإذا ما اشتكوا من مضايقة أو آلام في الخصية نتيجة الحجم المتزايد لتلك الأوردة التي قد يزعجهم أو يسبب شكلاً غير مريح لهم. وأما دواعي المعالجة الأساسية فهي ترتكز على حالات العقم التي يكون سببها الأولي وجود الدوالي بعد التأكيد أنه لا يوجد سبب آخر بإجراء التحاليل والفحوصات على السائل المنوي والهرمونات النخامية وغيرها، لأن وجود الدوالي قد لا يكون السبب الأساسي لفقدان القدرة على الإنجاب بل قد يكون هنالك أسباب أخرى هرمونية أو مناعية أو جينية أو كروموزومية أو التهابية مسؤولة عن العقم.

المنفعة العلاجية

هنالك عدة دراسات عالمية أثبتت منفعة معالجة الدوالي في تحسين عدد وحركة والشكل الطبيعي للحييات المنوية بنسبة 60% إلى 70% من الحالات وحدوث الحمل في غضون سنة بعد العملية الجراحية بنسبة 30% إلى 60% منها. وقد أظهرت دراسة على فريقين من الرجال المصابين بالدوالي عولج بعضهم جراحياً ولم يتلق الآخرون أي علاج وتم متابعتهم لأكثر من سنة أن نسبة الحمل بعد العلاج كانت في حدود 60% ولم تتعد 10% بدون علاج. وأظهرت دراسة أميركية أخرى أن نسبة حصول حمل ترتفع من 9% بدون علاج إلى 36% بعد العلاج الجراحي، ولكن بالرغم من تلك النتائج الجيدة نتيجة معالجة الدوالي جراحياً ينفي بعض الاختصاصيين أية فائدة لتلك المعالجة مصرّين على أن أي نجاح قد يعود إلى عوامل أخرى لا علاقة لها بالدوالي وأن العديد من حالات الحمل قد تحصل بدون أي علاج بنسبة متساوية مع العلاج الجراحي، ولكنه بالرغم من هذه النظرية المعاكسة فإن الاعتقاد الطبي العالمي خصوصاً لدى الخبراء في معالجة العقم تثبت أهمية الدوالي في تسبب العقم وأهمية المعالجة في تحسين الحييات المنوية عدداً وحركة وشكلاً والحصول على نجاح جيد بالنسبة إلى القدرة على الإنجاب.

وسائل العلاج

العلاج يرتكز على ربط وقطع الأوردة المنوية المتضخمة جراحياً أو قفلها بوشمة أو مواد أخرى لمنع رجوع الدم نحو الخصية عبرها. ويتم العلاج الجراحي إما بالطريقة المفتوحة من الناحية الأربية، أو خلف الصفن أو باستعمال الجراحة المجهرية على تلك الأوردة ما بين الصفق والمنطقة الأربية السفلى. فبعد عزل الحبل المنوي وتشريح الأوردة حوله يتم ربط تلك الأوردة وقطعها بدون المس بالشريان المنوي أو الأوعية اللمفية المجاورة لها أوالملتصقة بها. ويمكن ربطها أيضاً باستعمال التنظير على البطن.
وأما بالنسبة إلى العلاج غير الجراحي فإنه يتم بإدخال وشمة أو بلون أو مواد أخرى مصلّبة في تلك الأوردة وذلك تحت المراقبة الشعاعية في مركز الأشعة بدون الحاجة إلى الاستشفاء مع مضاعفات نادرة وغير خطيرة منها التفاعل الأرجي للصبغة أو ثقب أو انفساخ إحدى تلك الأوردة مع حصول نزيف، ونتائجها جيدة تصل إلى حوالي 69%.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق