الأربعاء، 6 يونيو 2012

شعر غزل نزار قباني

مخطَّط لاختطاف امرأة أحبها..

1

فكل السنوات تبدأ بك..

وتنتهي فيك..

سأكون مضحكاً لو فعلت ذلك،

لأنك تسكنين الزمن كله..

وتسيطرين على مداخل الوقت..

إن ولائي لك لم يتغير.

كنت سلطانتي في العام الذي مضى..

وستبقين سلطانتي في العام الذي سيأتي..

ولا أفكر في إقصائك عن السلطه..

فأنا مقتنعٌ..

بعدالة اللون الأسود في عينيك الواسعتين..

وبطريقتك البدوية في ممارسة الحب..

2

ولا أجد ضرورةً للصراخ بنبرةٍ مسرحيه:

فالمسمى لا يحتاج إلى تسميه

والمؤكد لا يحتاج إلى تأكيد..

إنني لا أؤمن بجدوى الفن الإستعراضي..

ولا يعنيني أن أجعل قصتنا..

مادة للعلاقات العامه..

سأكون غبياً..

لو وقفت فوق حجرٍ..

أو فوق غيمه..

وكشفت جميع أوراقي..

فهذا لا يضيف إلى عينيك بعداً ثالثاً..

ولا يضيف إلى جنوني دليلاً جديداً...

إنني أفضل أن أستبقيك في جسدي

طفلاً مستحيل الولاده..

وطعنةً سرية لا يشعر بها أحدٌ غيري..

3

لا تبحثي عني ليلة رأس السنه

فلن أكون معك..

ولن أكون في أي مكان

إنني لا أشعر بالرغبة في الموت مشنوقاً

في أحد مطاعم الدرجة الأولى..

حيث الحب.. طبقٌ من الحساء البارد لا يقربه أحد..

وحيث الأغبياء يوصون على ابتساماتهم

قبل شهرين من تاريخ التسليم..

4

لا تنتظريني في القاعات التي تنتحر بموسيقى الجاز..

فليس باستطاعتي الدخول في هذا الفرح الكيميائي

حيث النبيذ هو الحاكم بأمره..

والطبل.. هو سيد المتكلمين..

فلقد شفيت من الحماقات التي كانت تنتابني كل عام

وأعلنت لكل السيدات المتحفزات للرقص معي..

أن جسدي لم يعد معروضاً للإيجار..

وأن فمي ليس جمعيه

توزع على الجميلات أكياس الغزل المصطنع

والمجاملات الفارغه..

إنني لم أعد قادراً على ممارسة الكذب الأبيض

وتقديم المزيد من التنازلات اللغويه..

والعاطفيه.....

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق